عيد تحت الحراب

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
21/10/2007 06:00 AM
GMT



يمر العيد بخجل خلف أسوار الوطن ..

 

تسرق النظرات بقايا فرح ..

 

في حي شعبي مرة آخر ضحكة ..

 

طفل يبحث عن ( عيديته )..

 

من أكف مبتورة ..

 

من هنا مر آخر عيد ..

 

كان عيدا سعيدا ..

 

يمشي على أرجل ..

 

يلبس حليا وأساور ..

 

يأتي في الصباح الباكر ..

 

مع أول آذان وتكبيرة ..

 

لا اله الا الله ..

 

والله وأكبر ..

 

يدور على الأحياء ..

 

يوقض الفرح النائم في ألأجفان ..

 

يهمس با لآذان ..

 

كل عام وأنتم بخير ..

 

غادر العيد أراجيح الخشب ..

 

وأراجيح الحديد ..

 

أخذ معه ( العيدية ) ..

 

اللهو .. الحلوى ..الضحكات ..

 

طقوس أعياد الناس ..

 

وعيد الوطن يذبح ..

 

في أحضان أبنائه ..

 

أهل الحي ينتظرون ..

 

وبين أيديهم صحون ..

 

تحمل ( النذور )..

 

يارب أستجب الدعاء ..

 

العيد في أستراحة المحاربين القدماء ..

 

في شارع فلسطين وسط بغداد ..

 

يمر الأحتلال ..

 

في شارع المغرب تستيقظ الغفلة ..

 

في حي القاهرة صدى مدينة..

 

في حي تونس أشجار خضراء ..

 

لم تحرق بعد ..

 

( بلاد العرب أوطاني ) ..

 

العيد في وطني يشبه ..

 

لون الأرض ترابي ..

 

في شارع حيفا معلنا الحداد ..

 

في السيدية والدورة ..

 

أجازة للعيد حتى ..

 

أشعار آخر ..

 

الكرادة وأرصفتها بقايا ..

 

أرواح ..أشلاء ..

 

في العيد الماضي ..

 

كانت تسير هناك ..

 

في حي المنصور غادر المكان ..

 

الشباب الى خارج الوطن ..

 

الى داخل الوطن ..

 

الى عليين ..

 

في مدينة الشعلة ومدينة الصدر ..

 

في الصدرية .. وباب الشيخ ..

 

والأ عظمية .. وفضوة عرب ..

 

والباب الشرقي ..

 

أقفلت أبواب العيد ..

 

بدواعي أمنية ..

 

والحسينية والراشدية والشعب ..

 

سكنت الى مدايات ( الآه ) ..

 

ويح الغزاة .. سراق فرحنا ..

 

ويح الأباجي والهمرات ..

 

ويح الخوذ وأصابع تؤشر (Go)..

 

والمخولين بالقتل ..

 

(خطر أبتعد مسافة 100متر ) ..

 

أبتعدنا .. مائة .. مائتين ..

 

لكننا لم ننج من القتل ..

 

أمرأتان عراقيتان ..

 

في الطريق لشراء فرح العيد ..

 

ألبسوهن ثياب الدم ..

 

الثمن باهض ..

 

ويح ( black water)..

 

من ثأر أهل العراق ..

 

أعلن الحداد خلف صمت الموت ..

 

أعلن صبرا وغليان آت ..

 

مازالت دجلة في سجود الى الله ..

 

في بطنها قبور المغدورين ..

 

والأحتلال يمر فوق جسدها بأستعلاء ..

 

والعيد يمر فوق أجساد الثكالى ..

 

على ارواح الشهداء ..

 

بيوتنا أسلاك شائكة ..

 

وضحكاتنا منزوعة الأسنان ..

 

شموع خضر الياس ..

 

فوق لوح القدر ..

 

وسط مياه دجلة ..

 

تدفعها دعوات الأمهات ..

 

بغدا د ..بغداد ..بغداد

 

متى تلبسين ثياب العيد؟

 

متى تصافحين الفرح ؟

 

لا تبتعدي أيتها الحبيبة ..

 

سيكون عيدك قريب ..